الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المنفرد بالبقاء. الحي الدائم الذي لا يحول ولا يفنى. محيي الأموات ومميت الأحياء. ومحصيهم عدداً لا يشرك في حكمه أحداً وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم. هذا كتاب ذكرت فيه من عرف من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بكنيته واشتهر بها ولم يوقف على اسمه أو وقف على اسمه ولكن غلبت عليه كنيته فلم يعرف إلا بكنيته ممن اختلف في اسمه أو اتفق عليه وجعلته كتاباً مفرداً وصلت به كتابي في الصحابة إذ هو جزء منه وآخر أبوابه وخاتمة فائدته وجريت فيه على شرط الإيجاز والاختصار ومجانبة التطويل والتكرار على حسب ما شرطنا في سائر الكتاب والله عز وجل الموفق للصواب وجعلته أيضاً على حروف المعجم ليكون أقرب على من أراد حفظه وعلمه وبالله عز وجل عوني وهو حسبي ونعم الوكيل لا شريك له. اسمه عبد الله بن عبد الملك على اختلاف في ذلك قد ذكرناه في العبادلة كان ممن شهد خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر خليفة عن الواقدي أنه كان ينزل الصفراء على ثلاثة أميال من المدينة وذكره في العبادلة أتم لأن هذه ليست له بكنية ولكنه صارت له كالكنية قيل: إنما قيل له آبي اللحم لأنه كان لا يأكل اللحم في الجاهلية وقيل: كان لا يأكل ما ذبح للأصنام. أبو أبي ابن أم حرام ربيب عبادة بن الصامت اسمه عبد الله قيل عبد الله بن أبي. وقيل عبد الله بن كعب. وقيل عبد الله بن عمرو بن قيس ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. وأمه أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم كان قديم الإسلام ممن صلى القبلتين يعد في الشاميين ذكره أبو احمد الحافظ قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن عمير قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن هارون الفريابي قال: حدثنا عمرو بن بكر بن تميم السكسكي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أبا أبي بن كعب ابن أم حرام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالسنا والسنوت. فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام ". قالوا: يا رسول الله وما السام قال: " الموت ". قال: قلت لعمرو بن بكر: ما السنوت قال: أما في هذا الحديث فالعسل. وأما في غريب كلام العرب فهو رب عكة السمن يخرج خططاً سوداء على السمن. قال الشاعر: هم السمن بالسنوت لا الشر فيهم وهم يمنعون الجار أن يتفردا قلت لعمرو: فما معنى لا الشر فيهم قال: لا غش فيهم قلت فما معنى أن يتفردا قال لا يستذل جارهم. حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الهمذاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف قال: حدثنا عمرو بن بكر وشداد بن عبد الرحمن من ولد شداد بن أوس قالا: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أبا أبي ابن أم حرام وكان صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام ". قالوا: يا رسول الله ما السام قال: " الموت ". قال عمرو بن بكر: قال ابن أبي عبلة: السنوت: الشبت: قال: وقال هم السمن بالسنوت لا الشر فيهم وهم يمنعون الجار أن يتفردا أبو أحمد بن جحش الأعمى اسمه عبد بن جحش بن رياب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر الأسدي. أمه وأم أخيه عبد الله بن جحش بن رياب المجدع في الله أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل اسمه ثمامة ولا يصح. والصحيح في اسمه عبد وكان أبو أحمد هذا شاعراً. قال محمد بن إسحاق: كان أول من خرج إلى المدينة مهاجراً من مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رياب الأسدي حليف لبني أمية بن عبد شمس احتمل بأهله وبأخيه أبي أحمد بن جحش الشاعر الأعمى وكانت عند أبي أحمد الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب وتوفي أبو أحمد بن جحش بعد زينب بنت جحش أخته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت وفاتها سنة عشرين. وقال يحيى بن معين: اسم أبي أحمد بن جحش عبد الله بن جحش بن قيس فلم يصنع شيئاً. والصحيح ما ذكرناه عبد بن جحش وأخواه عبد الله ابن جحش وعبيد الله بن جحش. مات عبيد الله بأرض الحبشة نصرانياً وكانت تحته أم حبيبة بنت أبي سفيان وأخواتهم زينب بنت جحش وحمنة بنت جحش وأم حبيبة بنت جحش ولجميعهم صحبة. أبو أخزم بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول. قال الزبير: ومبذول هو عامر بن مالك بن النجار شهد أحداً وما بعدها من المشاهد واستشهد يوم جسر أبي عبيد. أبو الأخنس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي أخو خنيس بن حذافة وعبد الله بن حذافة في صحبته نظر ولا يوقف له على اسم وقد مضى ذكر أخويه في مواضعهما. أبو إدريس الخولاني ولد في عام حنين. يعد في كبار التابعين كان قاضياً بدمشق بعد فضالة بن عبيد لمعاوية وابنه إلى أيام عبد الملك بن مروان مات في آخرها قاضياً. واسمه عائذ الله بن عبد الله بن عمر روى عن أبي إدريس أنه قال: ولدت عام حنين أو قال يوم حنين إذ هزم الله هوازن. وروى أبو اليمان الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عياش عن الوليد بن أبي السائب عن مكحول أنه كان إذا ذكر أبا إدريس الخولاني قال: ما رأيت مثله وكان مولده يوم حنين سمع عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وحذيفة ابن اليمان وأبا الدرداء وعبد الله بن مسعود وأبا ثعلبة الخشني. واختلف في سماعه من معاذ والصحيح أنه أدركه وروى عنه وسمع منه وقد يحتمل أن تكون رواية من روى عنه: فاتني معاذ أي فاتني في معنى كذا أو خبر كذا لأن أبا حازم وغيره روى عنه أنه رأى معاذ بن جبل وسمع منه ومن أدرك أبا عبيدة فقد أدرك معاذا لأنه مات قبله في طاعون عمواس وقد سئل الوليد بن مسلم وكان من العلماء بأخبار أهل الشام هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل فقال: نعم أدرك معاذ بن جبل وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين لأنه ولد عام حنين: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ذلك قال أبو عمر: روى عنه ربيعة بن يزيد وبشر بن عبد الله وابن شهاب الزهري ويونس بن ميسرة بن حلبس وغيرهم. أبو أذينة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " خير نسائكم الولود الودود المواتية المواسية ". روى عنه علي بن رباح اللخمي حديثه عند أهل مصر. أبو أرطأة الأحمسي الحصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور والأزور اسمه مالك الشاعر له صحبة جرى ذكره في حديث جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا تريحونني من ذي الخلصة ". قال وكان بيتاً يعبد في الجاهلية يقال له الكعبة اليمانية. فقلت يا رسول الله إني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري فقال: " اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً ". قال: فنفرت إليه في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال فأتاها فحرقها وكسرها ثم بعث رجلاً من أحمس يقال له أبو أرطأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره فقال: والذي أنزل عليك الكتاب ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب قال: فبرك النبي صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات وقد ذكرناه في باب حصين. أبو أروى الدوسي حجازي كان ينزل ذا الحليفة روى عنه أبو سلمة ابن عبد الرحمن وأبو واقد المزني صالح بن محمد بن زائدة: مات في آخر خلافة معاوية وكان عثمانياً. أبو الأزهر الأنماري شامي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أخذ مضجعه قال: " بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي وأخسىء شيطاني وثقل ميزاني وفك رهاني ". هكذا قال أبو مسهر عن يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه قال أبو داود: رواه أبو همام الأهوازي عن ثور بن يزيد عن خالد عن أبي الأزهر الأنماري وقال ربيعة بن يزيد الدمشقي. حدثني واثلة بن الأسقع وأبو الأزهر صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من طلب علماً فأدركه كتب له كفلان من الأجر ومن طلب علماً فلم يدركه كتب له كفل من الأجر ". بن الأزور مذكور في باب اسمه. أبو الأزور من وجوه الصحابة قصته في باب أبي جندل كان هو وأبو جندل وضرار بن الخطاب قد تأولوا في الخمر تأويلاً. وخبرهم مذكور في باب أبي جندل من هذا الكتاب واستشهد أبو الأزور بالشام مع أبي عبيدة وخبره عند ابن جريج من رواية حجاج وعبد الرزاق عنه. أبو اسرائيل رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نذر ألا يتكلم وأن يقف صائماً للشمس ولا يستظل فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد ويستظل ويتكلم ويتم صومه. حديثه عند ابن عباس وعند جابر بن عبد الله ورواه طاووس عن أبي اسرائيل. رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مالك عن حميد بن قيس وثور بن زيد مرسلاً بمعناه أبو الأسود سندر ويقال عبد الله بن سندر ولا يصح سندر وإنما هو ابن سندر له صحبة حديثه عند أهل مصر مرفوعاً في أسلم وغفار وتجيب يرويه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن ابن سندر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب أجابت الله ورسوله ". قال أبو الخير: فقلت له: يا أبا الأسود أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر تجيب قال: نعم. قلت: وأحدث الناس عنك بهذا قال: نعم. أبو الأسود البهزي ذكره محمد بن سعد الباوردي. وحديثه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى الغار فدميت إصبع من رجله فقال رسول الله أبو أسيد ثابت الأنصاري وقيل عبد الله بن ثابت كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ". إسناده مضطرب فيه لا يصح. وقد قيل أبو أسيد بالضم والصواب بالفتح إن شاء الله تعالى. أبو أسيد الساعدي اسمه مالك بن ربيعة وقيل هلال بن ربيعة والأكثر يقولون مالك بن ربيعة بن البدن. وكذلك قال محمد بن فليح عن موسى بن عقبة وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى ابن عقبة: ابن البدي ويقال ابن البدن اختلف في كسر الدال وفتحها ابن عمرو ابن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج شهد بدراً يعد في الحجازيين وروى عقيل عن ابن شهاب قال قال أبو حازم عن سهل ابن سعد قال لي أبو أسيد الساعدي بعد ما ذهب بصره: يا بن أخي لو كنت أنت وأنا ببدر ثم أطلق الله لي بصري لأريتك الشعب الذي خرجت علينا منه الملائكة غير شك ولا تمار. قال ابن أبي حاتم لا أعلم للزهري عن أبي حازم غير هذا. وكان رضي الله عنه قصيراً كثير شعر الرأس لا يغير شعر لحيته وقيل بل كان يصفرها وقد تقدم ذكره في باب الميم. واختلف في وقت وفاته اختلافاً متبايناً فقيل توفي سنة ثلاثين وهذا عندي وهم والله أعلم وقيل بل توفي سنة ستين قاله المدايني. وقيل توفي سنة خمس وستين يقال له عقب بالمدينة وببغداد وهو آخر من مات من البدريين وقيل مات وهو ابن ثمان وسبعين. وقد ذكر أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى قال أبو أسيد بن علي بن مالك الأنصاري له صحبة وقد ذكر له خبراً عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة وبعث أبا أسيد بن علي بن مالك الأنصاري إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة فخطبها عليه ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم رآها فأنكحها إياه أبو أسيد قبل أن يراها النبي صلى الله عليه وسلم. فجعل أبا أسيد هذا غير أبي أسيد الساعدي فأوهم وأتى بالخطأ وإنما هو أسيد الساعدي الذي خطب على رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسب ما ذكرناه في كتاب النساء. أبو أسيرة بن الحارث بن علقمة ذكره الواقدي فيمن قتل يوم أحد وقال فيه أبو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى. وقال غيره: أبو أسيرة هو أخو أبي هبيرة وقد ذكرنا أبا هبيرة في باب الهاء من الكنى ولله الحمد. وذكر الواقدي أن خالد بن الوليد قتل أبا أسيرة يوم أحد شهيداً وكان خالد بن الوليد يومئذ على خيل المشركين وقد قيل إن أبا أسيرة غلط فيه الواقدي وهو أبو هبيرة والله أعلم. أبو الأعور بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري. شهد بدراً وأحداً وكذا قال ابن إسحاق أبو الأعور بن الحارث وقال: اسمه كعب بن الحارث وتابعه قوم. وقال ابن عمارة: اسم أبي الأعور الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب وإنما كعب عم أبي الأعور فسماه به من لا يعرف النسب وهو خطأ وبه قال ابن هشام ويقال أبو الأعور الحارث بن ظالم والصواب ما قال به ابن إسحاق وكذلك قال موسى بن عقبة أبو الأعور بن الحارث. أبو الأعور الجرمي روى عنه جبير بن نفير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا الأعور في حديث ذكره. أبو الأعور السلمي اسمه عمرو بن سفيان بن قائف بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. وقال بعضهم فيه: سفيان بن عمرو والأول أكثر وقد قيل فيه الثقفي وليس بشيء. يعد في الصحابة وقال أبو حاتم الرازي: لا تصح له صحبة ولا رواية وشهد حنيناً كافراً ثم أسلم بعد هو ومالك بن عوف النصري وحدث بقصة هزيمة هوازن بحنين ثم كان هو وعمرو بن العاص مع معاوية بصفين وكان من أشد من عنده على علي وكان علي يذكره في القنوت في صلاة الغداة يقول: اللهم عليك به مع قوم يدعو عليهم في قنوته. أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار الأنصاري الخزرجي أمه سعاد بنت رافع من بني الحارث بن الخزرج عقبي شهد العقبة الأولى والثانية وهو أحد النقباء ليلة العقبة وكان أول من قدم بالإسلام المدينة هو وذكوان بن عبد قيس فيما ذكر الواقدي. قال: ومات في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة قبل بدر في وقت بنيان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده. وقيل: بل مات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والقول الأول أصح. ودفن بالبقيع وهو أول من دفن بالبقيع فيما تقول الأنصار وأما المهاجرون فيقولون أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون. ولما مات أبو أمامة جاءت بنو النجار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: قد مات نقيبنا فنقب علينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا نقيبكم ". روى ابن جريج عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد أبا أمامة أسعد بن زرارة وكان رأس النقباء ليلة العقبة أخذته الشوكة بالمدينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بئس الميت هذا لليهود ". يقولون ألا دفع عن صاحبه ولا أملك له ولا لنفسي شيئاً فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكوى من الشوكة طوق عنقه بالكي فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات وقد ذكرنا هذا الخبر من وجوه في كتاب التمهيد والحمد لله. أبو أمامة بن ثعلبة الحارثي الأنصاري اسمه إياس بن ثعلبة من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج. وقيل اسمه ثعلبة وقيل سهل ولا يصح فيه غير إياس بن ثعلبة له عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث: أحدها " من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه: والثاني " البذاذة من الإيمان " والثالث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أمه بعد أن دفنت. وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار ولم يشهد بدراً وكان قد أجمع على الخروج إليها مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانت أمه مريضة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمقام على أمه فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر وقد توفيت فصلى عليها. ذكر عمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثني عبد الله بن المنيب المدني عن جده عبد الله بن أبي أمامة عن أبيه أبي أمامة بن ثعلبة قال: لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى بدر أجمع الخروج معه فقال له خاله أبو بردة بن نيار: أقم على أمك قال بل أنت فأقم على أختك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أبا أمامة بالمقام على أمه وخرج أبو بردة فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توفيت فصلى عليها. أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري من بني عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس اسمه أسعد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة أبي أمه وكناه بكنيته ودعا له وبرك عليه توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة وهو ابن نيف وتسعين سنة. روى الليث بن سعد عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو أمامة بن سهل ابن حنيف وكان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر يعد في كبار التابعين. أبو أمامة الباهلي اسمه صدى بن عجلان لم يختلفوا في ذلك واختلفوا في نسبه إلى باهلة وهو مالك بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بزيادة رجل في نسبه ونقصان آخر فلم أر لذكره وجهاً وجعله بعضهم من بني سهم في باهلة وخالفه غيرهم في ذلك ولم يختلفوا أنه من باهلة وقد ذكرنا باهلة وما قيل فيها في كتاب قبائل الرواة. سكن أبو أمامة الباهلي مصر ثم انتقل منها إلى حمص فسكنها ومات بها وكان من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر حديثه عند الشاميين توفي سنة إحدى وثمانين وقيل سنة ست وثمانين وهو آخر من مات بالشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول بعضهم. أبو أمامة الفزاري وقيل هو أبو أمية غير منسوب ذكره الحاكم أبو أحمد في باب أبي أمية وذكر له هذا الحديث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم ولم يصنع أبو احمد الحاكم شيئاً والله أعلم. حديثه عند شريك عن أبي جعفر الفراء أنه سمع أبا أمية. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو أمية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني فزارة. أبو أميمة الجشمي ذكره بعض من ألف في الصحابة وذكر له حديثاً في الصيام من حديث الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عصام بن يحيى عنه مرفوعاً مثل حديث القشيري:: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ". وهذا حديث مضطرب الإسناد ولا يعرف أبو أميمة هذا. ومنهم من يقول فيه أبو تميمة ولا يصح أيضاً. ومنهم من يقول فيه أبو أمية ولا يصح شيء من ذلك من جهة الإسناد. أبو أمية الجمحي قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال له: " إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر ". لا أعرفه بغير هذا ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر. وفي الصحابة من بني جمح من يكنى أبا أمية صفوان بن أمية وعمير بن وهب كلاهما يكنى أبا أمية. ذكره العقيلي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن موسى بن إسماعيل عن أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أمية الضمري أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تنتظر الغداء ". فقال إني صائم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة ". قال أبو عمر المحفوظ في هذا حديث أنس بن مالك القشيري من حديث أبي قلابة وغيره وهو حديث كثير الاضطراب ولا يصح من جهة الاسناد والله أعلم وعمرو بن أمية الضمري يكنى أبا أمية وأبو قلابة روى عن أبي المهاجر عنه ". أبو أمية الفزاري رأى النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم روى عنه أبو جعفر الفراء. يعد في الكوفيين حديثه عند أبي نعيم عن شريك عن أبي جعفر الفراء قال: سمعت أبا أمية قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم. وقد قيل فيه أبو أمية غير منسوب. ذكره الحاكم أبو أحمد في باب أبي آمنة وذكر له هذا الحديث ولم يصنع أبو أحمد الحاكم شيئاً والله أعلم. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو أمية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني فزارة. أبو أمية المخزومي حديثه عند حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن المنذر مولى أبي ذر عن أبي أمية المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسارق اعترف ولم يوجد عنده متاع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما إخالك سرقت ". الحديث. ذكره العقيلي في الصحابة. وذكره الحاكم فقال أبو أمية المخزومي وذكر له هذا الخبر: " ما إخالك سرقت " مرتين. قال: بلى فأمر به فقطع فقال قل استغفر الله وأتوب إليه فقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم تب عليه ". وهذا الخبر قد روي بنحو هذا عن رجل من الأنصار. أبو أوس بن أوس أخبرنا حكم بن محمد حدثنا أحمد بن إسماعيل الدولابي حدثنا ليث الشامي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن أبي أوس بن أوس قال: رأيت أبي يمسح على نعليه فأنكرت عليه ذلك فقلت تمسح على النعلين قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليهما أوس بن حذيفة وأوس ابنه مذكوران في الصحابة ذكره أبو عمر. أبو أوس تميم بن حجر الأسلمي. ويقال أبو تميم أوس بن حجر الأسلمي كان ينزل الخذوات بناحية العرج والخذوات بلاد أسلم وأسلم هو: ابن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر له صحبة ذكره الواقدي. أبو أوفى والد عبد الله بن أبي أوفى ووالد زيد بن أبي أوفى. قيل اسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فصلى على آله حديثه عند الكوفيين. أبو إياس الديلي ويقال الكناني وهو من كنانة من بني الديل رهط أبي الأسود الديلي وهو من أشرافهم وعمه سارية بن زنيم الذي قال فيه عمر بن الخطاب يا سارية الجبل الجبل وكان أبو إياس شاعراً وهو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وهي أبيات كثيرة منها قوله فيها: وما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد وله ابن شاعر يقال له أنس بن أبي إياس استخلفه الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان حين حضرته الوفاة فعزله زياد وولى خليد بن عبد الله الحنفي فقال أنس: ألا من مبلغ عني زياداً مغلغلة يخب بها البريد أتعزلني وتطعمها خليداً لقد لاقت حنيفة ما تريد أبو أيمن مولى عمرو بن الجموح قتل يوم أحد شهيداً وقد قيل إن أبا ايمن هذا أحد بني عمرو بن الجموح فإنه شهد أحداً مع خالد بن عمرو ابن الجموح فقتلوا هنالك. أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد. وقيل إن يزيد أمر بالخيل فجعلت تدبر وتقبل على قبره حتى عفا أثر قبره روي هذا عن مجاهد وقد قيل إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم لأبي أيوب لقد كان لكم الليلة شأن عظيم فقالوا هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاماً وقد دفناه حيث رأيتم والله لئن نبش لأضرب لكم ناقوس أبداً في أرض العرب ما كانت لنا مملكة. وروي هذا المعنى أيضاً عن مجاهد قال مجاهد كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا. قال شعبة: سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين مع علي قال لا ولكنه شهد النهروان وغيره يقول: شهد صفين مع علي وقد تقدم في باب اسمه من خبره ما هو أكثر من هذا. وقال ابن القاسم عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون وقال ابن الكلبي وابن إسحاق شهد أبو أيوب مع علي الجمل وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان ولأبي أيوب عقب وروى أيوب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن أبا أيوب شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً ثم لم يتخلف عن غزوة غزاها في كل عام إلى أن مات بأرض الروم رضي الله عنه فلما ولى معاوية يزيد على الجيش الذي بعثه إلى القسطنطينية جعل أبو أيوب يقول وما علي أن أمر علينا شاب فمرض في غزوته تلك فدخل عليه يزيد يعوده وقال أوصني: قال: إذا مت فكفوني ثم مر الناس فليركبوا ثم يسيروا في أرض العدو حتى إذا لم تجدوا مساغاً فادفنوني. قال ففعلوا ذلك. قال وكان أبو أيوب يقول: قال الله عز وجل: " التوبة: 41. فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً. وروى قرة بن خالد عن أبي يزيد المدني قال كان أبو أيوب والمقداد ابن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر على كل حال ويتأولان انفروا خفافاً وثقالاً. أبو واثلة راشد السلمي له صحبة يعد في أهل الحجاز. أبو البداح بن عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي من قضاعة ثم الأنصاري حليف لبني عمرو بن عوف. اختلف فيه فقيل الصحبة لأبيه وهو من التابعين. وقيل أبو البداح له صحبة وهو الذي توفي عن سبيعة الأسلمية إذ خطبها أبو السنابل بن بعكك ذكره ابن جريج وغيره وهو الصحيح في أن له صحبة والأكثر يذكرونه في الصحابة وقيل أبو البداح لقب وكنيته أبو عمرو. أبو بردة بن قيس الأشعري أخو أبي موسى الأشعري اسمه عامر ابن قيس بن سليم بن حضار بن حرب قد تقدم ذكر نسبه في باب اسم أخيه حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون ". حدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا أبو بكر بن محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى قال خرجنا من اليمن في بضع وخمسين رجلاً من قومنا إما قال: اثنين وخمسين أو ثلاثة وخمسين ونحن ثلاثة إخوة: أبو موسى وأبو رهم وأبو بردة فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي بأرض الحبشة وعنده جعفر بن أبي طالب وأصحابه فأقبلنا جميعاً في سفينتنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر وذكر تمام الخبر. أبو بردة بن نيار اسمه هانيء بن نيار هذا قول أهل الحديث وقيل هانئ بن عمرو. هذا قول ابن إسحاق. وقيل بل اسمه الحارث بن عمرو وذكره هشيم عن الأشعث عن عدي بن ثابت عن البراء قال: مر بي خالي وهو الحارث بن عمرو وهو أبو بردة بن نيار. وقيل: مالك بن هبيرة قاله إبراهيم بن عبد الله الخزاعي. ولم يختلفوا أنه من بلي وينسبونه: هاني ابن عمرو بن نيار والأكثر يقولون: هاني بن نيار بن عبيد بن كلاب بن غنم بن هبيرة بن ذهل بن هاني بن بلي بن عمرو بن حلوان بن الحاف بن قضاعة البلوي حليف الأنصار لبني حارثة منهم كان رضي الله عنه عقبياً بدرياً. وشهد أبو بردة بن نيار العقبة الثانية مع السبعين في قول موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي وقال أبو معشر: شهد بدراً وأحداً وسائر المشاهد وكانت معه راية بني حارثة في غزوة الفتح. قال الواقدي: توفي في أول خلافة معاوية بعد شهوده مع علي حروبه كلها قال الواقدي انخذل عبد الله بن أبي بن سلول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين خروجه إلى أحد بثلاثمائة وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة وكان المشركون ثلاثة آلاف والخيل مائتا فارس والظعن خمس عشرة امرأة وكان في المشركين سبعمائة دارع وكان في المسلمين مائة دارع ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان: فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرس لأبي بردة بن نيار الحارثي يعني حليفا لهم. أبو بردة الظفري الأنصاري وظفر هو كعب بن مالك بن الأوس حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: " يخرج في الكاهنين رجل يدرس القرآن درساً لا يدرسه أحد بعده ". ذكره ابن وهب عن أبي صخر عن عبيد الله بن مغيث بن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده قال أبو عمر: يقولون إنه محمد بن كعب القرظي والكاهنان قريظة والنضير. أبو بردة الأنصاري روى عنه جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ". حديثه هذا عند بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن أبي بردة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن زهير: لا أدري هذا هو الظفري أو غيره. وقال غيره: هذا الحديث رواه جابر عن أبو برزة الأسلمي اختلف في اسمه واسم أبيه وأصح ما في ذلك قول من قال: اسمه نضلة بن عبيد وهو قول أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال غيرهما: أبو برزة نضلة بن عبد الله ويقال نضلة بن عائذ وينسب نضلة بن عبيد بن الحارث ابن جبال بن دعبل بن ربيعة بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي نزل البصرة وله بها دار وأتى خراسان فنزل مرو ومات بالبصرة بعد ولاية ابن زياد وقبل موت معاوية سنة ستين. وقيل: بل مات سنة أربع وستين. أبو بشير الأنصاري قيل: المازني الأنصاري وقيل الساعدي الأنصاري وقيل الأنصاري الحازمي لا يوقف له على اسم صحيح ولا سماه من يوثق به ويعتمد عليه وقد قيل اسمه قيس بن عبيد من بني النجار ولا يصح والله أعلم. ومن قال ذلك نسبه فقال قيس بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن الجعد من بني مازن ابن النجار له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عباد ابن تميم وعمارة بن غزية وضمرة بن سعيد وسعيد بن نافع فرواية عباد ابن تميم عنه من حديث مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري أخبره أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً مولاه قال عبد الله بن أبي بكر: حسبت أنه قال والناس في مقيلهم: " لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت ". وحديث سعيد بن نافع عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس حتى ترتفع. وروت عنه ابنته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحمى من فيح جهنم ". كل هذا عندي لرجل واحد. ومنهم من يجعل هذه الأحاديث لرجلين ومنهم يجعلها لثلاثة والصحيح أنه رجل واحد ليس في الصحابة أبو بشير غيره. وقال خليفة: مات أبو بشير بعد الحرة وكان قد عمر طويلاً وقيل مات سنة أربعين والأول أصح لأنه أدرك الحرة وما أعلم فيهم من يكنى أبا بشير بعد إلا الحارث بن خزيمة بن عدي الأنصاري فإنه يكنى أبا بشير فيما ذكر الواقدي وفي الصحابة من يكنى أبا بشير البراء بن معرور وعباد بن بشر. أبو بصرة الغفاري اختلف في اسمه فقيل جميل بن بصرة وقيل حميل وكل ذلك مضبوط محفوظ عنهم وأصح ذلك جميل وهو جميل. ابن بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار روى عنه أبو هريرة أخبرنا خلف ابن قاسم حدثنا أبو الحسن الطوسي حدثنا محمد بن سليمان حدثنا محمد ابن إسماعيل أخبرني سعيد بن أبي مريم. حدثنا محمد بن جعفر أخبرني زيد ابن أسلم عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أتيت الطور فلقيت جميل بن بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث. وقال يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن سعيد بن سعيد المقبري أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة وهو مقبل من الطور فذكر الحديث. وقال علي بن المديني: اسم أبي بصرة الغفاري جميل بن بصرة قاله لي بعض ولده روى عنه أبو تميم الجيشاني مرفوعاً في المحافظة على صلاة العصر وأنه لا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم سكن أبو بصرة الحجاز ثم تحول إلى مصر ويقال إن عزة التي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه والله أعلم. أبو بصير اختلف في اسمه ونسبه فقيل عبيد بن أسيد بن جارية. وذكر خليفة عن أبي معشر قال: اسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد ابن عبد الله بن سلمة بن عبد الله غيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف بن منبه ابن بكر بن هوازن حليف لبني زهرة وقال ابن إسحاق: أبو بصير عتبة ابن أسيد بن جارية. قال ابن شهاب: هو رجل من قريش. وقال ابن هشام " هو ثقفي وأظن أن ابن شهاب نسبه إلى حلفه بني زهرة وله قصة في المغازي عجيبة ذكرها ابن إسحاق وغيره وقد رواها معمر عن ابن شهاب ذكر عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب في قصة القضية عام الحديبية قال: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلت قريش في طلبه رجلين فقالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم العهد الذي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين فخرجا حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا جيداً يا فلان فاستله الآخر وقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال له أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه: " لقد رأى هذا ذعراً ". فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا رسول الله قد والله وفت ذمتك وقد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله وذكر موسى بن عقبة هذا الخبر في أبي بصير بأتم ألفاظ وأكمل سياقه قال وكان أبو بصير يصلي لأصحابه وكان يكثر من قول الله العلي الأكبر من ينصر الله فسوف ينصره فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمهم واجتمع إلى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب حتى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون فأقاموا مع أبي جندل وأبي بصير لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها. وذكر مرور أبي العاص بن الربيع بهم وقصته قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم فقدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جندل وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجداً. وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى. أبو بصيرة ذكره سيف بن عمر فيمن شهد قتال اليمامة من الأنصار وذكر له هناك أبو بكر الصديق هو عبد الله بن أبي قحافة واسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي التيمي. لم يختلفوا في اسمه ولا اسم أبيه وكذلك لم يختلفوا أن لقبه " عتيق " وقد اختلف في المعنى الذي قيل له من أجله عتيق على ما قد ذكرناه في باب اسمه من " العبادلة " من هذا الكتاب وأمه أم الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابنة عمه وقد ذكرنا من مناقبه وعيون أخباره فب باب اسمه ما فيه اكتفاء وشفاء والحمد لله روى الحبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: " من أكبر أنا أو أنت ". فقال له: أنت أكبر وأكرم وخير مني وأنا أسن منك وهذا الخبر لا يعرف إلا بهذا الإسناد وأحسبه وهماً لأن جمهور أهل العلم بالأخبار والسير والآثار يقولون: إن أبا بكر استوفى بمدة خلافته سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. اسمه نفيع بن مسروح وقيل نفيع بن الحارث ابن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن عبدة بن عوف بن قسي وهو ثقيف وأم أبي بكرة سمية جارية الحارث بن كلدة وقد ذكرنا خبرها في باب زياد لأنها أمهما وكان أبو بكرة يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأبى أن ينتسب وكان قد نزل يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف فأسلم في غلمان من غلمان أهل الطائف فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عد في مواليه. قال أحمد بن زهير سمعت يحيى بن معين يقول: أملي علي هوذة بن خليفة البكراوي نسبه الى أبي بكرة فلما بلغ الى أبي بكرة قلت ابن من قال: دع لا تزده. وكان أبو بكرة يقول أنا من إخوانكم في الدين وأنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أبى الناس إلا أن ينتسبوني فأنا نفيع ابن مسروح. وكان من فضلاء الصحابة وهو الذي شهد على المغيرة بن شعبة فبت الشهادة وجلده عمر حد القذف إذ لم تتم الشهادة ثم قال له عمر تب تقبل شهادتك. فقال له: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي. قال: أجل. قال: لا جرم إني لا أشهد بين اثنين أبداً ما بقيت في الدنيا. روى ابن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد ابن المسيب قال: شهد على المغيرة ثلاثة ونكل زياد فجلد عمر الثلاثة ثم استتابهم فتاب اثنان فجازت شهادتهما وأبى أبو بكرة أن يتوب. وكان مثل النصل من العبادة حتى مات. قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه بأبي بكرة لأنه تعلق ببكرة من حصن الطائف فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أولاده أشرافاً بالبصرة بالولايات والعلم وله عقب كثير. وتوفي أبو بكرة بالبصرة سنة إحدى وقيل سنة اثنين وخمسين وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي فصلى عليه. قال الحسن البصري: لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة. أبو بهسة حدثنا الحكم حدثنا ابن المهندس حدثنا الدولابي حدثنا أبو بشر حدثنا محمد بن عوف حدثنا المقري حدثنا كهمس بن الحسن عن يسار ابن منصور رجل من فزارة حدثنا أبي عن ابن أبي بهسة عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن أدخل يدي في قميصه فجعلت أدنو منه ثم قلت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال: " الملح والماء ". ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة.
|